في صحراء بعيدة أقف وحيدة
أهيم على وجهي في مملكة بلا حاكم
وقدماي تغوصان في الرمل الناعم
الشمس هنالك في السماء تسبح بكل كبرياء
تطل من فوق الرؤوس بعنجهية و عبوس
تنظر لآثار أشعتها الحارقة تهطل وتسيح على جبهتي
أمسح ندى الشمس بخرقة أحملها مع عدّتي
وأزيح العرق من فوق جفناي حتى أرى
أرى وأطيل النظر كمن يتمعن في أمر
أنظر جيدا فأستفيق لاكتشف صدق ما أراه
في الأفق هناك تمشي أمنياتي
أراها تبتعد ويتقلّص حجمها رويداً رويداً
على بعدٍ شاسع أُلوّح لها ، أناديها :
لا تذهبي
انتظريني، إنني قادمة
ولكن الصمت كان لي عقاباً
ولكن الصمت كان لي عقاباً
أرفع صوتي وأهتف بأعلى ماتستطيعه حنجرتي،
لربما لم تسمعني
ولكن الصدى كان لي جواباً
أراها من مسافةٍ بعيدة ، أرى حلمي يبتعد عني
ما العمل وما الحيلة؟
فلا صوتٌ ينفع ولا نداء
فكيف السبيل إذاً؟
أتذكّر أنني أحمل معي منظاراً مكبراً
يالَحظّي !!
ألصق المنظار على وجهي وأنظر داخله
فأراك يا هذا مع أمنياتي تبتعد
تحملها في كيسٍ خيالي وتمشي مترنحا من ثقل ما تحمل
ولست لي بمجيب
والشمس مالت للمغيب
وأنت تتضاءل مع أمنياتي
وتتلاشى،
شيئاً فشيئاً
وأنا قابعة هنا في مكاني ، أراك تذهب أمام ناظري ، وأنا بلا فعلٍ ولا حراك
انتظر !!
أرجوك لا تصبح سراباً و تأخذك الرمال
هاأنذا آتية
إني أشدّ إليك الرحال
لا ترحل فتسدل عليك السماء ستائرها
لا ترحل وتسحبك الرمال وتذوب في سرائرها
ها أنذا أمشي ،
أُسْرِع في خطاي ،
أُهروِل و تتسارع أنفاسي
تتباعد قدماي
و يتسع مدى خطواتي
أعدو جارية طائرة
لا تكاد أصابعي تطأ الأرض حتى ترتفع عنها
أراك وقد اقتربت صورتك ، و اتضح حجم الكيس وكبرَت أمنياتي داخله ،
تلك الأماني التي رسمتها في ذهني
و طلبت أن يحققها ربي
إني إليك أقترب ، أوَ هذا أنت الذي يقترب؟
لم تسمعني عندما هتفت لك
ولم ترَني عندما لوّحت لك
فقد كانت مسافاتنا بعيدة
ولم تعِ ما كنتُ أفعل أو أقول
أما الآن فإنك على بعد خطوات
عندما قررت أن أتبعك ، آتي إليك ، أسابق خطواتي وأسبق الريح
لقد أتعبك حمل الكيس وأثقلت محتوياته كاهلك طوال رحلة المسير
وقد بدأت أسمع صوت آهاتك، أنفاسك ، ودقات قلبك
وقد بدأت أسمع صوت آهاتك، أنفاسك ، ودقات قلبك
ولكنني أتيتك لأخفف عنك حملك و أشاركك تلك الأمنيات
أمنيات ، أنت بطلها الأوحد
إني الآن أناظر أمامي فلا أرى إلا أنت
أراك حلما يتشكّل ليصبح واقعاً،
واقعاً سأعيشه معك ،
أما وقد وصلت لك
فإني لا أراك حلما
إنما واقعا جميلاً
أما وقد عرفت قدر حبي لك
فإن حبي ليس بحلمٍ
إنه حقيقة وددتُ أن يتحقق لها الحلم
بذلت لها الأسباب و سابقَتْ فيها نفسي قدماي
و هاهي حقيقة حبي قد نقشت أثر هذا الحلم في كل خطوة خطوتها نحوك
نقشته و خطّته على الثرى
***
أصحو
من حلمي
وأفتح عيناي وأناظر حولي أبحث في ظلمة الليل لأتأكد
فأجِدُ طيفك في إحدى الزوايا
ينظر الطيف إليّ ويبتسم دون كلام أو همس،
أفهمُ بسمتك التي تقول: ارجعي للنوم فأنا هنا مُنتظر
فيطمئن فؤادي وأرُدّ عليك ببسمة خجولة ،
و أتدثر بغطائي و أعاود النوم لأرسم المزيد من الأماني
***